المركز الأوروبي لقياس الرأي والدراسات الاستراتيجية

المركز الأوروبي لقياس الرأي والدراسات الاستراتيجية

الرئيسية / لماذا سقطت حكومة هولندا؟

لماذا سقطت حكومة هولندا؟

لماذا سقطت حكومة هولندا؟

فايز نصر

أعلن يوم أمس عن سقوط حكومة “شوف”، وهذه الخطوة تثير الكثير من التساؤلات. إليك أبرز الأسئلة وإجاباتها لفهم ما جرى:

لماذا أسقط خيرت فيلدرز الحكومة بهذه الطريقة؟

السبب الحقيقي غير واضح تمامًا، لكن يبدو أن فيلدرز أراد أن يُظهر أنه هو من يتحكم بزمام الأمور، وأن يكون سقوط الحكومة مرتبطًا بملف قريب من أجندته السياسية، وهو ملف الهجرة واللجوء.

في الفترة الأخيرة، كانت قضايا مثل أوكرانيا، غزة، وحروب ترامب التجارية تسيطر على النقاش العام، فيما تراجع الاهتمام بموضوع اللجوء، وهو ما أزعج فيلدرز. لذلك يبدو أنه قرر إسقاط الحكومة في توقيت يخدمه سياسيًا.

ماذا يعني أن الحكومة أصبحت “تسييرية” أو “مهمتها مؤقتة”?

هذا يعني أن الحكومة الحالية ستستمر بتسيير الأمور اليومية فقط، دون اقتراح قوانين جديدة كبيرة. أما القوانين التي كانت بالفعل قيد النقاش، فسيتم تأجيلها لما بعد الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة – إلا إذا قرر البرلمان عكس ذلك. خلال الأيام القادمة، سيتم تحديد ما إذا كانت بعض القضايا ستُعتبر “مثيرة للجدل” وسيتم نقاشها على عجل.

رئيس الوزراء ديك شوف أعلن أنه سيبقى في منصبه وسيمثل هولندا في الأحداث الكبرى، مثل قمة الناتو التي ستُعقد قريبًا في لاهاي.

من الرابح ومن الخاسر سياسيًا؟

حزبا BBB وNSC، وهما جزء من التحالف الحاكم، وضعهما ضعيف جدًا في استطلاعات الرأي. حزب NSC قد يختفي تمامًا من الساحة بعد انسحاب أومزيخت، في حين تراجع BBB إلى مقعدين فقط.

أما حزب فيلدرز (PVV) وحزب VVD فهما لا يزالان في موقع قوي، لكن من غير المعروف إن كان الناخب سيعاقب فيلدرز على تفجير الحكومة.

في المقابل، المعارضة، وخاصة حزب GroenLinks-PvdA الذي يسعى للاندماج رسميًا لاحقًا هذا الشهر، قد تستفيد. كذلك حزب CDA الذي يملك حاليًا 5 مقاعد فقط، يُتوقع أن يعود بقوة إلى 18 مقعدًا حسب الاستطلاعات.

لكن في النهاية، كل شيء سيعتمد على موضوع الحملة الانتخابية القادمة: ما هو الموضوع الرئيسي الذي سيهتم به الناس؟ فالطرف الذي يُنظر إليه على أنه الأقوى في هذا الملف، غالبًا سيكسب الجولة.

هل أضرّ فيلدرز بحزبه؟

من المبكر الحُكم. لكن من الواضح الآن أن فيلدرز كان يُمهد لإمكانية سقوط الحكومة منذ فترة، من خلال الإشارة المتكررة إلى أن وزراءه كانوا “يُعطَّلون” من قبل الآخرين. والكرة الآن في ملعب الناخبين: هل سيصدقون هذه الرواية؟ أم سيحمّلون فيلدرز المسؤولية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *