المركز الأوروبي لقياس الرأي والدراسات الاستراتيجية

المركز الأوروبي لقياس الرأي والدراسات الاستراتيجية

الرئيسية / هل السوريون جاهزون للعودة؟

هل السوريون جاهزون للعودة؟

هل السوريون جاهزون للعودة؟

Fayez Naser

مع تضارب الأنباء حول نية بعض الحكومات الأوروبية، وخاصة الهولندية، تجميد طلبات اللجوء للسوريين لفترة محددة، تباينت ردود الفعل بين القادمين الجدد. فبينما رأى البعض، وخاصة كبار السن وأصحاب المهن، في العودة إلى الوطن خيارًا ممكنًا إذا ما استتب الوضع الأمني، رفض آخرون الفكرة تمامًا، مفضلين التركيز على بناء مستقبل جديد في أوروبا لأسرهم وأطفالهم.

العودة إلى سوريا بين الأمل والخوف

بالنظر إلى الواقع، لا يمكن تجاهل أن حرّية سوريا كانت حلمًا ومطلبًا مشتركًا لجميع السوريين، حيث كانت الثورة في عام 2011 ذروة لحراك شعبي دام عقودًا. خرج السوريون للمطالبة بالحرية والكرامة في مواجهة نظام استبدادي قمعي. لكن الأحداث سرعان ما تحولت إلى مأساة إنسانية، حيث واجه المتظاهرون العزل الحديد والنار. اليوم، بعد أكثر من 13 عامًا، انتهى النظام القمعي، لكن سوريا التي تركها خلفه ليست جاهزة لاستقبال أبنائها.

الصدمة النفسية والاحتياجات الأساسية

اللاجئون السوريون الذين غادروا بلادهم يحملون ندوب الماضي وآلام الحاضر. كثيرون منهم يعتبرون العودة حاليًا أمرًا شبه مستحيل، ليس فقط بسبب الدمار المادي الذي لحق بالبلاد، ولكن بسبب الحاجة إلى التعافي النفسي والمهني لبناء مستقبلٍ مشرق. فهم بحاجة إلى استعادة هويتهم وإعادة بناء ذواتهم قبل أن يتمكنوا من المساهمة في إعادة بناء وطنهم.

مخاطر قرارات اللجوء الجديدة

إنّ رفض طلبات اللجوء في أوروبا قد يحمل تداعيات خطيرة على اللاجئين، وخاصة العائلات والأطفال الذين بدأوا للتو بناء حياة جديدة في بيئة مستقرة. إن دفعهم إلى مواجهة مستقبل مجهول قد يُبدد أحلامهم ويقوض فرصهم في العيش بكرامة.

وأخيراً

بين أمل العودة وخوف المجهول، يقف اللاجئون السوريون أمام معادلة صعبة. الوطن في القلب دائمًا، ولكن الواقع يتطلب أكثر من مجرد أمل أو حنين. إنّ بناء سوريا الجديدة يحتاج إلى وقت، وهوية، وإرادة حقيقية. لذلك، فإن دعم اللاجئين في الخارج لتأهيل أنفسهم والمساهمة لاحقًا في بناء وطنهم هو الخطوة الأولى نحو مستقبل أفضل للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *