المركز الأوروبي لقياس الرأي والدراسات الاستراتيجية

المركز الأوروبي لقياس الرأي والدراسات الاستراتيجية

الرئيسية / أهم 13 سؤال في هولندا حول الهجرة

أهم 13 سؤال في هولندا حول الهجرة

أهم 13 سؤال في هولندا حول الهجرة

تغطية خاصة من بودكاست “ماذا بعد؟” مع الدكتور أبوبكر باذيب وضيفه المستشار فايز نصر

في حلقة استثنائية من بودكاست “ماذا بعد؟”، ناقش الدكتور أبوبكر باذيب مع المستشار في شؤون الاندماج والباحث في قضايا اللجوء فايز نصر، 13 سؤالاً محورياً يواجهها القادمون الجدد إلى هولندا.

الأسئلة التي طُرحت في هذه الحلقة لم تكن من نسج الخيال، بل مستخلصة من تجارب حقيقية ورسائل يومية تصل إلى كلا الطرفين من لاجئين ومقيمين يبحثون عن وضوح قانوني ومعيشي وسط تغييرات متسارعة في السياسة الأوروبية تجاه اللجوء.

الحلقة لم تقدم وعوداً ولا توصيات مثالية، بل حاولت بواقعية مهنية أن ترسم المشهد كما هو. ما بين نصوص رسمية لتقارير وزارات أوروبية، وانطباعات اللاجئين، ووقائع المحاكم والسياسات، توزعت الإجابات على 13 نقطة كانت أشبه بمفاتيح لفهم الحاضر القريب والآتي المتوقع.

السؤال الأول: ما هو الموقف الرسمي من اللاجئين السوريين؟
التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الهولندية في يونيو 2025 لم يعلن أن سوريا أصبحت آمنة، لكنه استخدم عبارة حذرة: “الوضع أقل خطورة”.

هذه الصيغة الرمادية تعني أن السلطات الهولندية لم تعد تمنح الإقامة تلقائياً للسوريين، وتطالب كل فرد بإثبات أنه معرض لخطر شخصي عند العودة. اللاجئ مطالب بصياغة قصة واضحة ومتماسكة، ترتكز على وقائع دقيقة يمكن ربطها بالمعطيات الأمنية التي ترد في التقرير نفسه.

السؤال الثاني: ما هو الموقف من اللاجئين اليمنيين؟
التقرير اليمني بدا أكثر تفصيلاً من التقرير السوري، فقد تطرّق إلى محافظات بعينها ونسب خطورة محددة تتعلق بالألغام والنزاعات القبلية والمليشيات المسلحة. رغم ذلك، لم يفتح التقرير الباب لمنح إقامات تلقائية، بل أعاد تأكيد المبدأ ذاته: لكل لاجئ أن يثبت على نحو شخصي ما يجعله مستحقاً للحماية.

السؤال الثالث: هل يُنصح بالمجيء إلى هولندا الآن؟
الإجابة كانت واضحة ومباشرة: لا. بحسب فايز نصر، الظروف الحالية لا تسمح باعتبار اللجوء قراراً تلقائياً بناءً على صعوبة اقتصادية أو عدم ارتياح. ففترة الانتظار للحصول على الإقامة تتجاوز السنتين، تليها فترة مماثلة أو أطول للحصول على لمّ الشمل والسكن. القادم الجديد مطالب بتحمّل هذه الفترات، والتعامل مع البيروقراطية، والاندماج في بيئة اجتماعية جديدة تحت ضغط قانوني ونفسي.

السؤال الرابع: كيف تُعامل الدولة الهولندية اللاجئين الفلسطينيين؟
الفلسطيني لا يُعامل كلاجئ مستقل، بل تُطبّق عليه قواعد البلد الذي قدم منه. الفلسطيني السوري يُعامل معاملة السوري، والفلسطيني الأردني كالأردني، وهكذا. الاستثناء الوحيد كان في حالة قطاع غزة، حيث مُنحت بعض الإقامات خلال الحرب الأخيرة، ثم توقفت عند أول هدنة. وحتى من حصل على الإقامة من سكان غزة، لم يضمن استكمال لمّ الشمل.

السؤال الخامس: هل من يحمل إقامة أصبح في مأمن؟
الحصول على الإقامة لا يعني نهاية المطاف. صحيح أن الحاصلين على إقامة مدتها خمس سنوات لا يُواجهون خطر الترحيل الفوري، لكن مستقبلهم مرتبط بالسلوك والاندماج. السياسات الأوروبية تتجه إلى ربط الحقوق الأساسية بالعمل والإنتاج والمشاركة الفعالة. من تجاوز ثلاث سنوات في الإقامة يمكنه التقدّم للجنسية، لكن عليه أن يكون مستوفياً للشروط الجديدة التي قد تشمل اللغة والدخل والعمل.

السؤال السادس: ما هو موقف الدولة من ترحيل اللاجئين بعد 2026؟
جملة وردت في تقرير أمني خلقت موجة قلق بين اللاجئين: «إعادة تقييم الوضع الأمني في سوريا في بداية 2026». لكن فايز نصر يوضّح أن الترحيل، إن حدث، يتطلب وجود سفارة هولندية في سوريا واتفاقيات رسمية، وهو أمر لا يبدو قريباً. إلى ذلك، فإن ترحيل عشرات الآلاف سيحتاج سنوات إضافية من الفحص والتكاليف، وهو سيناريو غير عملي حالياً.

السؤال السابع: ماذا عن لمّ الشمل؟
لمّ الشمل ما زال قائماً، وهو حق قانوني معترف به أوروبياً، وإن تأخّر بسبب الضغط الإداري. الفارق أن الشروط أصبحت أكثر تشدداً، خصوصاً للأبناء فوق 18 عاماً، الذين يجب أن يثبتوا اعتمادهم الكامل على العائلة. الحكومة قد تفرض لاحقاً شروطاً مثل الدخل والعمل لتسهيل الإجراءات، لكن الإلغاء الكامل للمّ الشمل يبدو مستبعداً.

السؤال الثامن: ما هو تأثير ميثاق الهجرة واللجوء الأوروبي؟
الميثاق الذي يبدأ تطبيقه في يونيو 2026 سيحوّل اللجوء إلى نظام مركزي تُفرز فيه الطلبات من مراكز على الحدود (مثل اليونان وإيطاليا)، وليس في البلد المرغوب. من تُقبل طلباته يُوزع على الدول الأوروبية دون اختيار، ومن يُرفض يُعاد من حيث أتى. الهدف هو إنهاء التقديم غير المنظم وتقليل ضغط الهجرة على دول الغرب الأوروبي، خاصة هولندا وألمانيا.

السؤال التاسع: ما هي الأسباب الشائعة لرفض طلب اللجوء؟
الرفض غالباً ما يكون نتيجة عدم التماسك في الرواية الشخصية، أو وجود تناقض بين المقابلتين، أو عدم تقديم أدلة ملموسة. فايز نصر يشدّد على أهمية الصدق، لكنه يضيف أن الصدق وحده لا يكفي؛ يجب أن تكون القصة واقعية، مترابطة، ومبنية على حقائق تتوافق مع ما ورد في التقارير الأمنية الرسمية.

السؤال العاشر: هل يساعد العمل داخل مركز اللجوء في الحصول على الإقامة؟
لا. العمل المؤقت أو التطوعي داخل الكمب لا يغيّر من مسار الملف القانوني، لكنه يساعد على مستوى الاندماج لاحقاً. الإقامة تمنح لأسباب حماية إنسانية، وليس بسبب النشاط الاقتصادي. مع ذلك، يُنصح اللاجئون بالاستفادة من الوقت في تحسين اللغة وبناء علاقات وبدء الاندماج المبكر.

السؤال الحادي عشر: كيف يمكن تجاوز الإحباط أثناء فترة الانتظار؟
فترة الإقامة في الكمبات طويلة ومليئة بالفراغ. الحل، بحسب فايز نصر، هو في كسر العزلة والانخراط في الأنشطة التطوعية والرياضية والتعليمية. المكتبات تقدم برامج مجانية، والأنشطة الاجتماعية تفتح أبواباً للعلاقات والمعرفة.

السؤال الثاني عشر: كيف أتعامل مع العنصرية في المجتمع؟
التمييز موجود بنِسَب محدودة، ويجب التعامل معه بوعي قانوني لا عاطفي. فايز يفرّق بين سوء التفاهم الاجتماعي وبين العنصرية المؤسسية، ويؤكد أن على اللاجئ أن يبدأ بإثبات حسن النية والانفتاح، وإذا استمرت الإساءات، فهناك مسارات قانونية يمكن اللجوء إليها عبر الشرطة والبلديات.

السؤال الثالث عشر: هل يُنصح بعدم العمل والانشغال بالراحة في بداية الإقامة؟
الامتناع عن العمل أو الدراسة بحجة الانتظار قد يضيّع فرصاً مستقبلية حقيقية. بحسب فايز نصر، “أنت ستضطر للعمل لاحقاً، فلماذا لا تبدأ مبكراً وتكسب خبرة وسنوات تحسب لاحقاً عند طلب الجنسية أو لمّ الشمل؟”.

توثيق المرحلة وانتظار التفاعل
الحلقة التي وصفها الدكتور أبوبكر باذيب بأنها “حلقة الموسم” لم تُجب فقط عن أسئلة، بل قدّمت سرداً واقعياً عن الحالة القانونية والاجتماعية للاجئين في هولندا. كل إجابة بُنيت على تقارير رسمية وتجارب واقعية، بعيداً عن التهويل أو التبسيط.

الأبواب لم تُغلق بعد، لكن مساراتها تغيّرت. اللجوء ما زال ممكناً، لكنه اليوم رحلة قانونية – نفسية – اجتماعية تتطلب وضوحاً وتخطيطاً وصبراً.

الحلقة ليست نهاية النقاش، بل بدايته. والأيام القادمة قد تحمل أسئلة جديدة… وربما، إجابات أصعب.

 

 

قدم هذا السرد وتفاصيل الحلقة موقع هولندا عربية

كل ما تحتاج معرفته عن اللجوء واللاجئين والاندماج في هولندا: 13 سؤالا ًيختصرون المشهد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *